ايقونة شارعنا عم عبد الحي

كان العلامة المميزه لمنطقتنا ف اغلب حوارات الناس هي التعجب من قدرة عم عبد الحي انه رغم كل امراضه وانعدام نظره وكبر سنه بشكل كبير وتمكن العجز من كل شئ حتى احنى ظهره ..انه كان محافظ على الصلاة في الجامع متعكز على اى حد في طريقه للجامع اضافة الى رفضه الصلاة جلوسا ومصمما على اداءها وقوفا كأي شخص . لكن كان الشئ الملفت بيحصل ف صﻻة الفجر وقلة العدد فمكنش بيلاقي حد يتعكز عليه ..وف الوقت ال كان المؤذن بيقيم لصلاة الفجر على مدار سنوات كان كله بيقول مش هيقدر يجي انهارده ..لكن مع التسليم في الصﻻة نتلفت نلاقيه واقف في الصف ..فكان كله بيبص له ويبتسم 
ابتسامة امل ..ابتسامة كبسة يمكن ..مش عارف ...بس اﻵكيد ان الغالبيه كانت بتتبسط اما تتلفت بعد ما تخلص صلاة تلاقيه موجود في الجامع .. كان ايقونه في منطقتنا .. ممكن يكون قليل ال اتكلمو معاه ..بس اﻵكيد ان مفيش حد ميعرفوش .. ناس كتيره اما كانت بتيجى سيرته تقول احنا ربنا بيكرمنا عشان وسطنا واحد زى ده في عالم انتهازى بيموت عشرات كل يوم ومحدش بيحس بيهم وبقا الدم بالنسبه لنا زى المايه ..فكان من الغريب ان يكون لسه وسطنا حد كده .. وكأن الحاله العامة بتؤكد ان اشر الخلق ال عايشين دلوقت ميستهلوش يعيش وسطهم راجل كويس زى ده 
بصفة شخصيه كان عم عبد الحي بيشكل لي صوت الضمير ال بيهزأنى لو كسلت عن الصلاة ...
من اسبوعين سالت عليه عشان بطلت اشوفه .. عرفت انه راح ..مات صوت الضمير وسابنا في الكوكب عازمين ومصممين بناكل في بعض ... 
راحت اﻻيقونة ..وبقى اشر الخلق.. اخيرا ضميرنا دلوقت هيستريح عشان مش هيلاقي حاجه تأنبه ..